المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أكثر ما يُدخل الناس الجنة،



زهرة البنفسج
01-07-2012, 12:37 AM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ...


الحمد للّه الذي خلق كل شيء فأحسن خلقه وترتيبه، وأدّب نبينا محمد صلى اللّه عليه وسلم فأحسن تأديبه، وبعد:
فإن مكارم الأخلاق صفة من صفات الأنبياء والصديقين والصالحين، بها تُنال الدرجات، وتُرفع المقامات. وقد خص اللّه جل وعلا نبيه محمداً صلى اللّه عليه وسلم بآية جمعت له محامد الأخلاق ومحاسن الآداب فقال جل وعلا: وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ [القلم:4].
وحُسن الخلق يوجب التحاب والتآلف، وسوء الخلق يُثمر التباغض والتحاسد والتدابر.
وقد حث النبي صلى اللّه عليه وسلم على حسن الخلق، والتمسك به، وجمع بين التقوى وحسن الخلق، فقال عليه الصلاة والسلام: { أكثر ما يدخل الناس الجنة، تقوى اللّه وحسن الخلق } [رواه الترمذي والحاكم].
وحُسن الخُلق: طلاقة الوجه، وبذل المعروف، وكف الأذى عن الناس، هذا مع ما يلازم المسلم من كلام حسن، ومدارة للغضب، واحتمال الأذى.
وأوصى النبي صلى اللّه عليه وسلم أبا هريرة بوصية عظيمة فقال: { يا أبا هريرة! عليك بحسن الخلق }. قال أبو هريرة رضي اللّه عنه: وما حسن الخلق يا رسول اللّه؟قال: { تصل مَنْ قطعك، وتعفو عمن ظلمك، وتُعطي من حرمك} [رواه البيهقي].
وتأمل - أخي الكريم - الأثر العظيم والثواب الجزيل لهذه المنقبة المحمودة والخصلة الطيبة، فقد قال : { إن الرجل ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم } [رواه أحمد].
وعدَّ النبي صلى اللّه عليه وسلم حسن الخلق من كمال الإيمان، فقال عليه الصلاة والسلام:{ أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً } [رواه أحمد وأبوداود].
وعليك بقول رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: { أحب الناس إلى اللّه أنفعهم، وأحب الأعمال إلى اللّه عز وجل، سرور تدخله على مسلم، أو تكشف عنه كربة، أو تقضي ديناً، أو تطرد عنه جوعاً، ولئن أمشي مع أخي المسلم في حاجة أحب إليَّ من أن أعتكف في المسجد شهراً } [رواه الطبراني].
والمسلم مأمور بالكلمة الهيِّنة الليِّنة لتكون في ميزان حسناته، قال عليه الصلاة والسلام:
{ والكلمة الطيبة صدقة } [متفق عليه].
بل وحتى التبسم الذي لا يكلف المسلم شيئاً، له بذلك أجر: { وتبسمك في وجه أخيك صدقة } [رواه الترمذي ].
والتوجيهات النبوية في الحث على حسن الخلق واحتمال الأذى كثيرة معروفة، وسيرته صلى اللّه عليه وسلم نموذج يُحتذى به في الخلق مع نفسه، ومع زوجاته، ومع جيرانه، ومع ضعفاء المسلمين، ومع جهلتهم، بل وحتى مع الكافر، قال تعالى: وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى [المائدة:8].
وقد جُُمعت علامات حسن الخلق في صفات عدة، فاعرفها - أخي المسلم - وتمسَّك بها. وهي إجمالاً: أن يكون الإنسان كثير الحياء، قليل الأذى، كثير الصلاح، صدوق اللسان، قليل الكلام، كثير العمل، قليل الزلل، قليل الفضول، براً وصولاً، وقوراً، صبوراً، شكوراً، راضياً، حليماً، رفيقاً، عفيفاً، شفيقاً، لا لعاناً ولا سباباً، ولا نماماً ولا مغتاباً، ولا عجولاً ولا حقوداً ولا بخيلاً، ولا حسوداً، بشاشاً هشاشاً، يحب في اللّه، ويرضى في اللّه، ويغضب في اللّه.
سألت أم سلمه النبي عليه الصلاة والسلام قالت يا رسول الله (المرأة يكون لها زوجان في الدنيا, فإذا ماتت وماتا ,ودخلوا إلى الجنة فلمن تكون ) فقال لها الرسول عليه الصلاة والسلام ملتفتا إليها ومنبها لها على خلقا عظيم وعلى عبادة غفل عنها كثير من الناس قال عليه الصلاة والسلام (تكون لأحسنهما خلقا) , فلم يقول تكون لأطولهما عبادة, ولا إلى أكثرهما صياما, ولا إلى أكثرهما قياما , أو أعظمهما صدقه , وإنما قال تكون لأحسنهما خلقا, فعجبت أم سلمه , فلما رأى النبي صلى الله عليه وسلم تعجبها , قال لها (يا أم سلمه ذهب حسن الخلق بخيري الدنيا والآخرة ) نعم ذهب حسن الخلق بخيري الدنيا والآخرة, أما خير الدنيا فهو ما يكون لحسن الخلق من محبه في قلوب الناس, وأما خير الآخرة فهو ما يكون له من الأجر العظيم عند ربنا جل في علاه ,
اقبل رجلاَ إلى الرسل صلى الله عليه وسلم قال يا رسول الله( من اقرب الناس مجلسا منك يوم القيامة؟ فقال : إن من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا الموطؤون أكنافا الذين يألفون ويؤلفون ولا خير في من لا يألف ولا يؤلف) لم يقل أقربكم مني أطولكم قياما وصياما أو أكثركم علماً وصدقه وإنما قال أحاسنكم أخلاقا الموطؤون أكنافا الذين هم لينون هينون حسنة أخلاقهم مع الناس الذين يألفون الآخرين يؤلفون يألفهم الناس إذا لقوهم , وقال عليه الصلاة والسلام (ما من شي أثقل في ميزان العبد يوم القيامة من خلقا حسن )
وعند الترمذي إن النبي صلى الله عليه سلم ذكر له حال إمرأه وذكر له من صلاتها وصامها وقيامها وعبادتها وقالوا له يا رسول الله غير أنها تؤذي تؤذي جيرانها بلسانها ,فقال صلى الله عليه وسلم (هي في النار) نعم في النار ولا يدل ذلك خلودها في النار فإنه لا يخلد في النار إلا المشركون ولكن أعمالها تفسد بسوء خلقها ,فإن سوء الخلق يفسد العمل كما يفسد الخل العسل , وما فائدة العبادات وما فائدة الصلاة والصيام الصدقة والقيام إن لم تقوم سلوكك ,
جعلنا اللّه وإياكم ممن قال فيهم الرسول صلى اللّه عليه وسلم: { إن أقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحسنكم أخلاقاً } [رواه أحمد والترمذي وابن حبان].
النبي عليه الصلاة و السلام أوصى بِــحُسن الخُــلُــق عمومًا مع الآخرين
الناسُ إذا أردتهم أن يقبَـلوك و أن يحبـّـوك .. اعلم بأنّـك لن تستطيعَ الوصول إلى قلوبهم بـ ( كثرة مالِـك ، و لا بجمال وجهك ، و لا بارتفاع نسبك ، و لا بعلوّ وظيفتك )
أنتَ تستطيع الوصول إلى قلوب الناس بـِــ ( فنّ تعاملك معهم )
فن تعاملك الحَسـَــن مع الآخرين
النبي عليه الصلاة و السلام يتلطّــف مع جميع الناس ..
يتعامل مع الناس أحسن المعاملة .. إلى درجة أنّ كل واحد مِن الناس كان يشعر أنه أحبَّ الناس إلى النبي صلى الله عليه و سلم .

و هذه المرتبة العالية ..أن تصِل إلى مرحلة تجعل كل واحدٍ تتعامل معه ، يشعر بأنّـه أحبّ الناسِ إليك
* ومن أمثلة حُسن الخلق الإحسان مع الناس ،،

عنْ مُعَاذٍ ؛أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ لَهُ يَا مُعَاذُ ، أَتْبِعِ السَّيِّئَةَ الْحَسَنَةَ تَمْحُهَا ، وَخَالِقِ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ. )أخرجه أحمد .

قال الله تعالى : (( ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ))
و الله عندما تتعامل بحسن الخلق بكل أنواعه مع الناس تشعر براحة و لذة و إستمتاع بالحياة الأنك تتعبد إلى الله بحسن خلقك ومن أعتبر حسن الخلق عبادة صار يتعامل بأحسن المهارات مع الغني و الفقير و الكبير و الصغير و المدير و الفراش .
و سُئل عليه الصلاة و السلام عن البر .. فقال البرُ حُسن الخلق ).
و عنما نقراءة سيرة النبي عليه الصلاة و السلام و حُسن خلقه مع الناس تطول القصص و منها :
كان أحد الصحاية – رضي الله عنهم – اسمه " زاهر الأشجعي " .. رجلٌ فقير و يقول عنه أنس : كان دميمًا شديد الدمامة .
قدِم مرّة مِن البادية إلى المدينة فسأل عن الرسول صلى الله عليه في بيته فلم يجده ، فتوجّــه إلى السوق ليبيع ما عنده مِن بضاعة .
لمّا حضر النبي و أُخبـِـر بزيارة زاهر ..
اتـّـجه صلى الله عليه و سلم إلى السوق ، فوجد زاهر واقف على بضاعته يبيعها ..
فأقبـَـل مِن وراء زاهر ثم ضمـّـه إليه و أمسك به فجعل زاهر يقول : أرسلني ، أرسلني ..
فإذا بالنبي صلى الله عليه و سلم يزيد الأمر على زاهِــر و يبدأ ينادي : مَن يشتري العبد ، مَن يشتري العبد ؟؟
فجعل زاهِر يحاول أن يتلفـّـت ..

فإذا هو أزكى و أطهر و أجمل و أحسن إنسان وطأت قدماه على وجه الأرض ، إذا هو رسول الله صلى الله عليه و سلم .
فلمـّـا رأى زاهر أنّ الذي أمسك به هو رسول الله صلى الله عليه و سلم ، سكـُـن فزعـُـه و جعلَ يحاول أن يلصِق كتفيه بصدر النبي عليه الصلاة و السلام ، فتركه النبي صلى الله عليه و سلم .
مِزحة و ملاطفة مع زاهر و انتهت ..
فقال زاهر : تبيعني ؟؟ تبيعني ؟؟
إذن والله تجدني كاسِد يا رسول الله ..
فقال عليه الصلاة و السلام : لكنكَ عند الله لستَ بكاسِد ، أنتَ عند الله غالي .
أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهمُ * * * فطالما استعبد الإنسان إحسانُ

من لديه قصص إضافية عن حُسن الخلق من سيرة الحبيب عليه الصلاة و السلام أرجو إضافتها أو حتى من قصة حدتث له شخصياً لنتعاون على البر و التقوى و نزداد مهارة في فن التعامل مع الأخرين و نعاشرهم بحُسن الخلق ..

مغتربة 7
01-07-2012, 11:08 AM
موضوع رائـ ع
بارك الله فيكِ ونفع بكِ

أم لينه
01-07-2012, 11:31 AM
بارك الله فيك

نسيبة
01-08-2012, 09:09 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
اقربكم منزلا يوم القيامة احاسنكم اخلاقا
بارك الله فيك و رفع قدرك و اثابك الجنة
سلم بناك غالية