آمال
06-26-2012, 03:27 PM
السلام عليكم ورحمة الله
رسالة إلى المغتربين:
الهجرة
قال الشيخ الإسلام الإمام المجدد
محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله تعالى-
والهجرةُ: الهجرة: الانتقالُ مِنْ بلدِ الشِّركِ إلى بلدِ الإسلامِ، والهجرةُ فَرِيضةٌعلى هٰذه الأمّةِ مِنْ بَلَدِ الشِّركِ إلى بلدِ الإسلامِ، وهي باقيةٌ إلى أنْ تقومَ الساعةُ، والدليلُ قوله تعالى: ﴿إِنَّالَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنتُمْقَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُاللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُوْلَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُوَسَاءَتْ مَصِيرًا (97) إِلاَّ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنْ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلا يَهْتَدُونَسَبِيلاً (98) فَأُوْلَئِكَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَاللَّهُ عَفُوًّا غَفُورًا﴾[النساء:97-99]، وقوله تعالى: ﴿يَا عِبَادِي الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضِيوَاسِعَةٌ فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ﴾[العنكبوت:56]، قالَ البَغَوِيُّ رحمهُاللهُ: سببُ نزولِ هٰذه الآيةِ في المسلمين الذين بمكَّةَ لم يهاجِرُوا؛ ناداهُم اللهُ باسمِ الإيمانِ.
والدليلُ على الهجرةِ من السُّنَّةِ قولُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا تَنْقَطِعُ الهجرَةُ حتَّى تَنْقَطعَ التَّوبةُ ولا تنقطعُ التّوبةُ حتّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا»
الهجرة :
لغة:هَجَرَالشيء هَجْراً وهِجْرانا : تركه وهما يتهاجران : يتقاطعان
والاسم الهِجْرَةُ بالكسر والضم : الخروج من أرض إلى أرض أخرى
شرعا:الإنتقال من بلد الشرك إلى بلد الإسلام .
"وبلدالشرك هو الذي تقام فيها شعائر الكفر ولا تقام فيه شعائر الإسلام كالأذان والصلاةجماعة والأعياد والجمعة على وجه عام شامل وإنما قلنا على وجه عام شامل ليخرج ماتقام فيه هذه الشعائر على وجه محصور كبلاد الكفار التي فيها أقليات مسلمة فإنها لاتكون بلاد إسلام بما تقيمه الأقليات المسلمة فيها من شعائر الإسلام ، أما بلادالإسلام فهي البلاد التي تقام فيها هذه الشعائر على وجه عام شامل" .
"وفي الاية دليل على إن الهجرة من أكبر الواجبات وتركها من المحرمات بل من الكبائر"
"وفي هذه الاية تدل على أن هؤلاء الذين لم يهاجروا مع قدرتهم على الهجرة أنالملائكة تتوفاهم وتوبخهم وتقول لهم ألم تكن أرض الله واسعة فتاجروا فيها ، وأماالعاجزون عن الهجرة من المستضعفين فقد عفا الله عنهم لعجزهم عن الهجرة ولا يكلفالله نفسا إلا وسعها .
**حكم السفر إلى بلاد الكفار **
فنقول:السفر على بلاد الكفار لا يجوز إلا بثلاثة شروط :
الشرطالأول :أن يكونعند الإنسان علم يدفع به الشبهات.
الشرطالثاني : أن يكون عنده دين يمنعه من الشهوات.
الشرطالثالث : أن يكون محتاجا إلى ذلك.
فإن لم تتم هذه الشروط فإنه لا يجوز السفر إلى بلاد الكفار لما في ذلك من الفتنة أو خوف الفتنة وفيه إضاعة المال لأن الإنسان ينفق أموالاً كثيرة في هذه الأسفار.
أما إذادعت الحاجة إلى ذلك لعلاج أو تلقي علم لا يوجد في بلده وكان عنده علم ودين على ماوصفنا فهذا لا بأس به .
وأماالسفر للسياحة في بلاد الكفار فهذا ليس بحاجة ..."
فالإقامةفي بلاد الكفر لا بد فيها من شرطين أساسيين:
الشرط الأول :أمن المقيم على دينه بحيث يكون عنده منالعلم والإيمان وقوة العزيمة ما يطمئنه على الثبات على دينه والحذر من الانحرافوالزيغ وأن يكون مضمرا لعداوة الكافرين وبغضهم مبتعدا عن موالاتهم ومحبتهم فإن موالاتهم ومحبتهم مما ينافي الإيمان بالله تعالى :
﴿لاتجِد قوْمًا يؤْمِنون بِاللّهِ والْيوْمِ الْآخِرِ يوادّون منْ حادّ اللّه ورسولهولوْ كانوا آباءهمْ أوْ أبْناءهمْ أوْ إِخْوانهمْ أوْ عشِيرتهمْ لمجادلة:22]
وقال الله تعالى : ﴿يا أيّهاالّذِين آمنوا لا تتّخِذوا الْيهود والنّصارىٰ أوْلِياء ۘبعْضهمْ أوْلِياء بعْضٍ ۚ ومنْ يتولّهمْ مِنْكمْ فإِنّه مِنْهمْ إِنّ اللّه لا يهْدِي الْقوْم الظّالِمِين * فترى الّذِين فِي قلوبِهِمْ مرضٌ يسارِعونفِيهِمْ يقولون نخْشىٰ أنْ تصِيبنا دائِرةٌ ۚفعسى اللّه أنْ يأْتِي بِالْفتْحِ أوْ أمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فيصْبِحوا علىٰ ماأسرّوا فِي أنْفسِهِمْ نادِمِين﴾[ المائدة:-51-52]
وثبت في الصحيح عن النبي – صلى الله عليه وسلم- " أن من أحب قوماً فهو منهم "..."
الشرط الثاني :أن يتمكن من إظهار دينه بحيث يكون بشعائر الإسلام بدون مانع ..."
تنقسم الاقامة في دار الكفر إلى أقسام:
القسم الاول : أن يقيم للدعوة إلى الإسلام والترغيب فيه فهذا نوع من أنواع الجهاد فهيفرض كفاية على من قدر عليها بشرط أن تتحقق الدعوة وأن لا يوجد من يمنع منها أو منالاستجابة إليها ..."
القسم الثاني : أن يقيم للدراسة أحوال الكافرين والتعرف على ما هم عليه من فساد العقيدةوبطلان التعبد واتحلال الاخلاق وفوضوية السلوك ليحذر الناس من الاغترار بهم ويبين للمعجبين بهم حقيقة حالهم وهذه الاقامة نوع من الجهاد أيضا ..."
القسم الثالث : أن يقيم لحاجة الدولة المسلمة وتنظيم علاقاتها مع الدول الكفر كموظفي السفارات فحكمها حكم ما أقام من أجله فالملحق الثقافي مثلا يقيم ليرعى شؤون الطلبةويراقبهم ويحملهم على التزام دين الاسلام وأخلاقه وآدابه ن فيحصل بإقامته مصلحةكبيرة ويندري بها شر كبير .
القسم الرابع: أن يقيم لحاجة خاصة مباحة كالتجارة والعلاج فتباح الاقامة بقدر الحاجة..."
القسم الخامس :أنيقيم للدراسة وهي من جنس ما قبلها أن يقيم لحاجة لكنها أخطر منها وأشد فتكا بدينالمقيم وأخلاقه، فإن الطالب يشعر بدنو مرتبته وعلو مرتبة معلميه ، فيحصل من ذلك تعظيمهم والاقتناع بآرائهم وأفكارهم وسلوكهم فيقلدهم إلا من شاء الله عصمته وهم قليل ثم إن الطالب يشعر بحاجته إلى معلمه فيؤدي ذلك إلى التودد إليه ومداهنته فيماهو عليه من الانحراف والضلال . والطالب في مقر تعلمه له زملاء يتخذ منهم أصدقاءيحبهم ويتولاهم ويكتسب منهم ، ومن أجل خطر هذا القسم وجب التحفظ فيه أكثر مما قبله..."
القسم السادس :أنبقيم للسكن وهذا أخطر مما قبله وأعظم لما يترتب عليه من المفاسد بالاختلاط التامبأهله الكفر وشعوره بأنه مواطن ملتزم بما تقتضيه الوطنية من مودة وموالاة وتكثير لسواد الكفار ، ويتربى أهله بين أهل الكفر فيأخذون من أخلاقهم وعاداتهم وربما قلدوهم في العقيدة والتعبد ..."
قال: الترمذي سمعت محمداً – يعنيالبخاري- يقول :".... وكيف تطيب نفس مؤمن أن يسكن في بلاد الكفار تعلن فيهاشعائر الكفر ويكون الحكم فيها لغير الله ورسوله وهو يشاهد ذلك بعينه ويسمعه بأذنيه ويرضى به ، بل ينتسب إلى تلك البلاد ويسكن فيها بأهله وأولاده ويطمئن إليها كمايطمئن إلى بلاد المسلمين مع ما في ذلك من الخطر العظيم عليه وعلى أهله وأولاده فيدينهم وأخلاقهم .
والله أعلم وأعلى
والحمد لله والصلاة والسلام على خير المرسلين
والسلام عليكم ورحمة الله
المراجع:
1- شرح ثلاثة الأصول .. لفضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين .
2- المختارالقاموس لطاهر أحمد الزوي
3- تيسيرالكريم الرحمن .. في تفسير كلام المنان .. للعلامة عبد الرحمن السعدي
تجميع :ام رميصاء السلفية
انشر لتعم الفائدة
الدال على الخير كفاعله
رسالة إلى المغتربين:
الهجرة
قال الشيخ الإسلام الإمام المجدد
محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله تعالى-
والهجرةُ: الهجرة: الانتقالُ مِنْ بلدِ الشِّركِ إلى بلدِ الإسلامِ، والهجرةُ فَرِيضةٌعلى هٰذه الأمّةِ مِنْ بَلَدِ الشِّركِ إلى بلدِ الإسلامِ، وهي باقيةٌ إلى أنْ تقومَ الساعةُ، والدليلُ قوله تعالى: ﴿إِنَّالَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنتُمْقَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُاللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُوْلَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُوَسَاءَتْ مَصِيرًا (97) إِلاَّ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنْ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلا يَهْتَدُونَسَبِيلاً (98) فَأُوْلَئِكَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَاللَّهُ عَفُوًّا غَفُورًا﴾[النساء:97-99]، وقوله تعالى: ﴿يَا عِبَادِي الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضِيوَاسِعَةٌ فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ﴾[العنكبوت:56]، قالَ البَغَوِيُّ رحمهُاللهُ: سببُ نزولِ هٰذه الآيةِ في المسلمين الذين بمكَّةَ لم يهاجِرُوا؛ ناداهُم اللهُ باسمِ الإيمانِ.
والدليلُ على الهجرةِ من السُّنَّةِ قولُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا تَنْقَطِعُ الهجرَةُ حتَّى تَنْقَطعَ التَّوبةُ ولا تنقطعُ التّوبةُ حتّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا»
الهجرة :
لغة:هَجَرَالشيء هَجْراً وهِجْرانا : تركه وهما يتهاجران : يتقاطعان
والاسم الهِجْرَةُ بالكسر والضم : الخروج من أرض إلى أرض أخرى
شرعا:الإنتقال من بلد الشرك إلى بلد الإسلام .
"وبلدالشرك هو الذي تقام فيها شعائر الكفر ولا تقام فيه شعائر الإسلام كالأذان والصلاةجماعة والأعياد والجمعة على وجه عام شامل وإنما قلنا على وجه عام شامل ليخرج ماتقام فيه هذه الشعائر على وجه محصور كبلاد الكفار التي فيها أقليات مسلمة فإنها لاتكون بلاد إسلام بما تقيمه الأقليات المسلمة فيها من شعائر الإسلام ، أما بلادالإسلام فهي البلاد التي تقام فيها هذه الشعائر على وجه عام شامل" .
"وفي الاية دليل على إن الهجرة من أكبر الواجبات وتركها من المحرمات بل من الكبائر"
"وفي هذه الاية تدل على أن هؤلاء الذين لم يهاجروا مع قدرتهم على الهجرة أنالملائكة تتوفاهم وتوبخهم وتقول لهم ألم تكن أرض الله واسعة فتاجروا فيها ، وأماالعاجزون عن الهجرة من المستضعفين فقد عفا الله عنهم لعجزهم عن الهجرة ولا يكلفالله نفسا إلا وسعها .
**حكم السفر إلى بلاد الكفار **
فنقول:السفر على بلاد الكفار لا يجوز إلا بثلاثة شروط :
الشرطالأول :أن يكونعند الإنسان علم يدفع به الشبهات.
الشرطالثاني : أن يكون عنده دين يمنعه من الشهوات.
الشرطالثالث : أن يكون محتاجا إلى ذلك.
فإن لم تتم هذه الشروط فإنه لا يجوز السفر إلى بلاد الكفار لما في ذلك من الفتنة أو خوف الفتنة وفيه إضاعة المال لأن الإنسان ينفق أموالاً كثيرة في هذه الأسفار.
أما إذادعت الحاجة إلى ذلك لعلاج أو تلقي علم لا يوجد في بلده وكان عنده علم ودين على ماوصفنا فهذا لا بأس به .
وأماالسفر للسياحة في بلاد الكفار فهذا ليس بحاجة ..."
فالإقامةفي بلاد الكفر لا بد فيها من شرطين أساسيين:
الشرط الأول :أمن المقيم على دينه بحيث يكون عنده منالعلم والإيمان وقوة العزيمة ما يطمئنه على الثبات على دينه والحذر من الانحرافوالزيغ وأن يكون مضمرا لعداوة الكافرين وبغضهم مبتعدا عن موالاتهم ومحبتهم فإن موالاتهم ومحبتهم مما ينافي الإيمان بالله تعالى :
﴿لاتجِد قوْمًا يؤْمِنون بِاللّهِ والْيوْمِ الْآخِرِ يوادّون منْ حادّ اللّه ورسولهولوْ كانوا آباءهمْ أوْ أبْناءهمْ أوْ إِخْوانهمْ أوْ عشِيرتهمْ لمجادلة:22]
وقال الله تعالى : ﴿يا أيّهاالّذِين آمنوا لا تتّخِذوا الْيهود والنّصارىٰ أوْلِياء ۘبعْضهمْ أوْلِياء بعْضٍ ۚ ومنْ يتولّهمْ مِنْكمْ فإِنّه مِنْهمْ إِنّ اللّه لا يهْدِي الْقوْم الظّالِمِين * فترى الّذِين فِي قلوبِهِمْ مرضٌ يسارِعونفِيهِمْ يقولون نخْشىٰ أنْ تصِيبنا دائِرةٌ ۚفعسى اللّه أنْ يأْتِي بِالْفتْحِ أوْ أمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فيصْبِحوا علىٰ ماأسرّوا فِي أنْفسِهِمْ نادِمِين﴾[ المائدة:-51-52]
وثبت في الصحيح عن النبي – صلى الله عليه وسلم- " أن من أحب قوماً فهو منهم "..."
الشرط الثاني :أن يتمكن من إظهار دينه بحيث يكون بشعائر الإسلام بدون مانع ..."
تنقسم الاقامة في دار الكفر إلى أقسام:
القسم الاول : أن يقيم للدعوة إلى الإسلام والترغيب فيه فهذا نوع من أنواع الجهاد فهيفرض كفاية على من قدر عليها بشرط أن تتحقق الدعوة وأن لا يوجد من يمنع منها أو منالاستجابة إليها ..."
القسم الثاني : أن يقيم للدراسة أحوال الكافرين والتعرف على ما هم عليه من فساد العقيدةوبطلان التعبد واتحلال الاخلاق وفوضوية السلوك ليحذر الناس من الاغترار بهم ويبين للمعجبين بهم حقيقة حالهم وهذه الاقامة نوع من الجهاد أيضا ..."
القسم الثالث : أن يقيم لحاجة الدولة المسلمة وتنظيم علاقاتها مع الدول الكفر كموظفي السفارات فحكمها حكم ما أقام من أجله فالملحق الثقافي مثلا يقيم ليرعى شؤون الطلبةويراقبهم ويحملهم على التزام دين الاسلام وأخلاقه وآدابه ن فيحصل بإقامته مصلحةكبيرة ويندري بها شر كبير .
القسم الرابع: أن يقيم لحاجة خاصة مباحة كالتجارة والعلاج فتباح الاقامة بقدر الحاجة..."
القسم الخامس :أنيقيم للدراسة وهي من جنس ما قبلها أن يقيم لحاجة لكنها أخطر منها وأشد فتكا بدينالمقيم وأخلاقه، فإن الطالب يشعر بدنو مرتبته وعلو مرتبة معلميه ، فيحصل من ذلك تعظيمهم والاقتناع بآرائهم وأفكارهم وسلوكهم فيقلدهم إلا من شاء الله عصمته وهم قليل ثم إن الطالب يشعر بحاجته إلى معلمه فيؤدي ذلك إلى التودد إليه ومداهنته فيماهو عليه من الانحراف والضلال . والطالب في مقر تعلمه له زملاء يتخذ منهم أصدقاءيحبهم ويتولاهم ويكتسب منهم ، ومن أجل خطر هذا القسم وجب التحفظ فيه أكثر مما قبله..."
القسم السادس :أنبقيم للسكن وهذا أخطر مما قبله وأعظم لما يترتب عليه من المفاسد بالاختلاط التامبأهله الكفر وشعوره بأنه مواطن ملتزم بما تقتضيه الوطنية من مودة وموالاة وتكثير لسواد الكفار ، ويتربى أهله بين أهل الكفر فيأخذون من أخلاقهم وعاداتهم وربما قلدوهم في العقيدة والتعبد ..."
قال: الترمذي سمعت محمداً – يعنيالبخاري- يقول :".... وكيف تطيب نفس مؤمن أن يسكن في بلاد الكفار تعلن فيهاشعائر الكفر ويكون الحكم فيها لغير الله ورسوله وهو يشاهد ذلك بعينه ويسمعه بأذنيه ويرضى به ، بل ينتسب إلى تلك البلاد ويسكن فيها بأهله وأولاده ويطمئن إليها كمايطمئن إلى بلاد المسلمين مع ما في ذلك من الخطر العظيم عليه وعلى أهله وأولاده فيدينهم وأخلاقهم .
والله أعلم وأعلى
والحمد لله والصلاة والسلام على خير المرسلين
والسلام عليكم ورحمة الله
المراجع:
1- شرح ثلاثة الأصول .. لفضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين .
2- المختارالقاموس لطاهر أحمد الزوي
3- تيسيرالكريم الرحمن .. في تفسير كلام المنان .. للعلامة عبد الرحمن السعدي
تجميع :ام رميصاء السلفية
انشر لتعم الفائدة
الدال على الخير كفاعله