بسم الله الرحمن الرحيم
الصـــــــداقـــــــــــة
لانستطيع تعريف الصداقة بتعريف واحد فهناك من عرّفها بأنها هى علاقة رائعة تجمع بين شخصين يجب ان يكون بينهم التكافؤ فى الاهتمامات فى المستوى العلمى و المستوى الاجتماعى ،وهناك من ذهب لأكثر من هذا حيث وصفها بانها ذلك الرابط الذي يربط بين مجموعة اشخاص يشتركون في الاهتمامات والهوايات ويتشاطرون معا الافكار وربما حتى الاحلام .
لكل منا تعريفه الخاص لهذه العلاقة، منا من وصفها بأحلى العبارات ومنا من ذكرها بعبارات الاسئ النابعة من إحسـاس اتعبه كثرة الرحيل بين الأشخاص ....
للفرد تأثير كبير على من يصادقونه سوا أكان التأثير سـلبيـا أو إيجابيا لذلك حث الاسلام على ضرورة إختيار الصديق المخـلص والوفي الذي يؤثر ويتأثر بصديقه , ولعـلكم تتسألون الان ماهو الشئ الذي يثبت لنا أن ( فـلان ) هذا مخلص ووفي أو كان غير ذلك؟
الاجابة تكون التأني أولا قبل قول ( فلانه ) صديقه ,عدم البوح بالاسرار الشخصية لاي شخص كان نمنح أنفسنا الوقت الكافي لنكتشف الاخر ونثق به وهذا لايكون قبل مرور الوقت ,والوقت هنا ليس محددا شهر , سنة .....
لاكن علمتنا الحياة ان الدنيا مواقف والمواقف رجال , وبالعـشرة تتوضح رؤية مكنون كل شخص ,مثلا حاولو ان تتحدثو في مواضيع عامة تفتح بها نقاشات ربما تصل الى الحدة في بعض الاحيان كي نتمكن من رسم صورة واضحة للشخص ,ابتعدو عن الخصوصيات , الاسئلة المحرجة ,ابتعدو عن التدخل وإعطاء أرئكم في أمور حساسة بعلاقة صديقتي بزوجها.. أو صديقتي بزوجة اخيها .....
حاولـو ان يكون وجودكم في حياة الاخر كالغيث النافع اينما وجد حلت البركة واخضرت الارض .
فمنا من يتخد اخته أو والدتها صديقة لـه , لاكن هل هذه العلاقة دائما سليمة بدون مشاكـل ؟ واحيانا يصل بالطرف الاخر قطع علاقته بنا عند حدوث مشادة تنتج على أثرها نشـر أسرارنا ؟؟؟؟
يجب علينا ان نتاكد وان نجزم انه لاتوجد علاقة بدون مشاكل مهما كانت نوع قرابتنا بالطرف الاخر , لذا يجب ان نحتاط كثيرا قبل الانجراف وراء المظاهر الخداعة والوجوه المزيفة والملونة بألوان الصداقة والموأخاة .
ومن كترة ماأصاب بعضنا من صدمات في علاقاته بالصديقات حدث تغير في ماهية الصديق فمنا من اتخذ من الكتاب رفيق له حيت قال عنه المفكرين( الكتاب خير جليس ), ومنا من اتخذ أكرمكم الله حيوانه الاليف صديقه الوحيد.
واحب ان انهي موضوعي الاول هذا بذكر قول رسول الله صلى الله عليه وسلـم (( إنما مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسـك ونافـخ الكـير ,فحامل المسـك إما أن يخذيك وأما أن تبتاع منه وإما أن تجد منه ريحا طيبا ، ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك و إما أن تجد منه ريحا خبيثة )) , وقيل قديما عن المرء لاتسئل وسل عن قرينه فكل قرين بالمقارن يقتدي .
اما الان اترككم مع هذه الاسئلة البسيطة :
في حياتنا اليومية حين نُسأل عن رفيق غالبا يكون الجواب (هذا فلان صديقي) لكن هل فلان هذا فعلا يحمل معنى الصداقة الحقيقي ام هي كلمة اصبحت تستخدم في غير محلها؟؟
ما مفهومك الشخصي عن الصداقة؟؟
هل تعتقد بوجود فرق بين الصاحب والصديق؟ وان كان هناك فرق فما هو؟
هل تتخذ اي شخص صديق ام هناك اسس وقواعد لذلك؟وان كانت هناك اسس وقواعد فما هي؟
هل تولي ثقتك الكاملة لصديقتك ام تعطيه جزء منها؟ولماذا؟
هل هناك عدد معين من الاصدقاء يجب التوقف عنده؟ ولماذا؟
من برأيك اقرب الصديق ام الاخ؟ ولماذا؟
هل تجعل صديقك في اختبار دائم ام تحدد وقت لذلك ؟
حين تتعرض لخيانة الصديق فعلى من تلقي اللوم عليه ام على نفسك ام على من؟
قبل ان افتح لكم المجال لكتابة مايجول بخواطركم عن الصداقة أتركـكم مع أجمـل ماقيل عن الصداقة :
من أجمل ما قيل في الصداقة هذه الأبيات الشعرية، والمأثورات من الأقوال :
سَلام* عَلى الدُّنْيا إِذَا لَمْ يَكُنْ بِهَا
صَدِيق* صَدُوق* صَادِقُ الوَعْدِ مُنْصِفَا
لا شَيْءَ فِي الدُّنْيا أَحَبُّ لِنَاظِرِي
مِنْ مَنْظَرِ الخِلاَّنِ والأَصْحَابِ
وأَلَذُّ مُوسيقَى تَسُرُّ مَسَامعي
صوتُ البَشِيرِ بِعَوْدةِ الأَحْبَابِ
عاشِرْ أُنَاساً بِالذَّكَاءِ تَمَيَّزُوا
وَاخْتَرْ صَدِيقَكَ مِنْ ذَوِي الأَخْلاقِ
أَخِلاَّءُ الرِّجَالِ هُمْ كَثِير*
وَلَكِنْ فِي البَلاءِ هُمْ قَلِيلُ
فَلاَ تَغْرُرْكَ خُلَّةُ مَنْ تُؤَاخِي
فَمَا لَكَ عِنْدَ نَائِبَةٍ خَلِيلُ
وَكُلُّ أَخٍ يَقُولُ أَنَا وَفِيّ*
وَلَكِنْ لَيْسَ يَفْعَلُ مَا يَقُولُ
سِوَى خِلٍّ لَهُ حَسَب* وَدِين*
فَذَاكَ لِمَا يَقُولُ هُوَ الفَعُولُ
أُصَادِقُ نَفْسَ المَرْءِ قَبْلَ جِسْمِهِ
وأَعْرِفُهَا فِي فِعْلِهِ وَالتَّكَلُّمِ
وأَحْلُمُ عَنْ خِلِّي وأَعْلَمُ أَنَّهُ
مَتَى أَجْزِهِ حِلْماً عَلى الجَهْلِ يَنْدَمِ
فَمَا أَكْثَر الأَصْحَابَ حِينَ تَعُدُّهُمْ
ولَكِنَّهُمْ فِي النَّائِبَاتِ قَلِيلُ
تَكَثَّرْ مِنَ الإِخْوان مَا اسْتَطَعْتَ فَإنَّهُمْ
عِمَاد* إِذا اسْتَنْجَدْتَهم وظَهِيرُ
ومَا بِكَثِير أَلْفُ خلٍّ وَصَاحِب
وإِنَ عَدُواً وَاحِداً لَكَثِيرُ
إذا كُنتَ في كُلِّ الأمُورِ مُعَاتِباً
صديقَكَ، لَمْ تَلقَ الذي لا تُعَاتِبُه
فعِش واحِداً أو صِلْ أخاكَ فإنَّهُ
مُقَارِفُ ذنباً مَرَّةً ومُجَانِبُه
عَنْ المَرءِ لا تسألْ وسَلْ عَنْ قَرِينِهِ
فَكُلُّ قَرِينٍ بالمُقَارَنِ يَقتَدِي
ما عاتَبَ الحُرُّ الكريمُ كَنَفْسِهِ
والمَرْءُ يُصلِحُهُ الجَلِيسُ الصَّالِحُ
و أخيــرا
لا يَكُونُ الصَّدِيقُ صَدِيقاً حتى يَحفَظَ أخَاهُ في ثلاثٍ في نَكبَتِه، وغَيبَتِهِ، وَوَفَاتِهِ.
صديقَكَ مَنْ صَدَقكَ لا مَنْ صَدَّقَك.
الصاحب للصاحب كالرقعة للثوب، إن لم تكن مِثْلَهُ شَانَتْهُ.
متى أصبح صديقك مثلك بمنزلة نفسك فقل عرفت الصداقة.
من يبحث عن صديق بلا عيب، يبقى بلا صديق.
إذا كنت تملك أصدقاء، إذاً أنت غني.
أستـودعـكـم الله الذي لا تــضيــع ودائعــــه
المفضلات